دَقت الساعة الثامنة مساءاً ونظر "حسان" إِلى الساعة ثم تبعها بنظرة لزوجته "فاطمة مرزوق"، التي بدورها أشارت لإبنها الكبير "أحمد" –شاب عاطل كئيب الوجه لا يضحك أبدأً- والذي أدرك بدوره إشارة والدتة، ونهض مِن مجلسه وأخرج هاتفه واِتجه صوب شُرفة منزلهم يُحاول الاِتصال، ولكن ملامح وجههُ العابس أجابت بدلاً مِنهُ وعَلِمت الأُم بأن هاتف إبنتها مازال مُغلقاً، وأشارت لزوجِها وهي تتوجه لغُرفة نومِها فلَحِقَ بها ودخل الغُرفة، وأغلق الباب خلفه وهو يتحدث مُحاولاً إخفاء قلقه قائِلاً: - ماذا بكِ يا "فاطمة"؟ لماذا أنتِ قلقة؟ - ألستَ أنتَ أيضاً قَلِقاً لتأخُرها؟. - ولماذا أقلق؟ صحيح إن تأخيرها غير طبيعي وهي ليست مُعتاده على التأخُر بدون إخبارنا بمكان تواجدها، لكن غالباً إن الزحام هو السبب، فنحن في بداية فصل الصيف والإسكندرية مَقصَد هام للمُصطاَفيِن. فسألتهُ قائِلةً: - وهل أنت مُقتنع بهذه الإجابة؟. وقبل أن يُجيب نظرت لهُ واِستطردت قائِلة: - لا تُجيب فوجهك أجاب بدلاً مِنك، أنت أيضا قَلِق وتُحاوِل اِخفاء هذا القلق بحديثك هذا. فمال برأسه للأرض يُنكسها مِن الخجل فمدت يدها على ذقنِهِ لترفع رأسه وهي تقول: - إرفع رأسك، فأنا أعلمَك أكثر مِن نفسك. وبعد فترة وجيزه مِن الصمت بينهم، سمعوا ضجيج خارج الغرفة فهرولوا مُسرعين لمصدر الضجيج
الإقتباس العاشر مِن #رواية_بذور_الدم - أَعلم ما تريد قوله، أنت تريد أن تعرف، كيف علمت بأن هاتف السيد "أحمد"، سيكون ضمن أحراز القضية الأُخرى الخاصه بِقاتله، وليس ضمن أحراز قضيته هو. ونظر "إيهاب" مندهشاً وهو يغمغم قائلاً: - بالضبط!. ونظر له بثقة قائلاً: - إِجلس وسوف أخبرك بما تُريد معرفته. وجلس "إيهاب" مُترقبا حديثه قائلاً: - تفضل كُلِي آذان صَاغِيَة. - هل قرأت التحريات الخاصه بالقتيل أو القاتل وبمَن حولهم؟. - قرأت بعضُها فلم يكن لدي مُتسع مِن الوقت لقرائتها كلها. - مذكور فى التحريات، عن السيدة "أميرة" مُديرة منزل القتيل، إنها قابلت شخص إسمه "عبد الكريم الدفراوي".. -وهو صاحب شركة أمن-، أكثر مِن مرة في أكثر من مطعم و... فقاطعة "إيهاب" قائلاً بطريق هستيرية:
في اليوم التالي بعد هذه المقابله التي حدثت، تغيرت كثير مِن الأفكار في رأس السيد "خالد" حول القضية، وإنشغل باله كثيراً وشرد بأحداث القضية في رأسه، ولم يُعيده مِن هذا الشرود، إلا بعض الطرقات على باب مكتبه، فعاد مِن شروده وطلب مِن الطارق أن يدخُل، فدخل السيد"إيهاب" ومعه مجموعة مِن الملفات، وبعد أن أدى التحية العسكرية وضعها أمام الأول قائلاً: - تفضل يا سيدي. - ما هذه الملفات يا "إيهاب"؟. - هذه هي التحريات التي تمت حتى الآن، لكل مَن له صله بالقتيل والقاتل. - أُتركها الآن وسأقوم بقرائتها، ولكن أُريد مِنك شيء آخر. - ما هو يا سيدي؟. - أُريد مِنك أن تذهب لقسم الأحراز، وتستلم الهاتف الخاص بالقتيل. - هل ثمة شيء جديد؟. - نعم، نفذ ما طلبته مِنك ثُم سأخبرك بِمَ تُريد. - حسناً يا سيدي. قام "إيهاب" بالخروج بعد أن أدى التحية العسكرية. ثم جلس "خالد" يقرأ التحريات بدقه، وحاول أن يُفسر بعض الأمور، وبعد أن قارب مِن الاِنتهاء رن جرس الهاتف فرد "خالد" قائلاً: - طبعاً لم تجده يا إيهاب. وجاء الرد مِن الجهه الأُخرى: - نعم!. وإبتسم "خالد" قائلاً: - إذن ستجده في أحراز القضية الأُخرى. - أي قضية تقصد يا سيدي!.
وبعد مرور يومان، وصل "إيهاب" ومعه النقيب "نبيل الشربيني" ظابط المعلومات لمكتب السيد "خالد"، وطلب الإذن بالدخول، فأذن له، فدخل وأدى التحية العسكرية ثُم جلس، ووجهه عابساً، وكان "خالد" مشغولاً بقراءة بعض الأوراق أمامه، ولكنه بعد لحظات بدأ ينتبه له قائلاً: - ما بك يا "ايهاب"، ماذا يشغل بالك وجعلك في هذه الحاله على غير عادتك المَرِحه دائماً؟. - لا شيء ياسيدي. ويرد "خالد"مُبتسماً: - ألم تنظر لنفسك في المرآه اليوم!. ويرد "إيهاب" وقد بدأت ملامح وجهه في التَغير: - تفضل يا هذا ما طلبته سيادتك، ملف التحريات الخاصة لـ"عبد الكريم" صاحب شركة الأمن و السيدة "أميرة"، وملف آخر به فحص كامل لكُل هاتف على حدى، ومُرفق معهم فلاش ميموري (ذاكرة خارجية)، بها كُل تسجيلات المُكالمات والصور والفيديوهات، التي يُمكن أن تحل لُغز القضية، للقبض على القاتل أو على الأقل تقودنا إليه بطريقة أسرع.
قاطعة "خالد" والاِبتسامة تعتلي وجهه قائلاً: - أَعلم ما تريد قوله، أنت تريد أن تعرف، كيف علمت بأن هاتف السيد "أحمد"، سيكون ضمن أحراز القضية الأُخرى الخاصه بِقاتله، وليس ضمن أحراز قضيته هو. ونظر "إيهاب" مندهشاً وهو يغمغم قائلاً: - بالضبط!. ونظر له بثقة قائلاً: - إِجلس وسوف أخبرك بما تُريد معرفته. وجلس "إيهاب" مُترقبا حديثه قائلاً: - تفضل كُلِي آذان صَاغِيَة. - هل قرأت التحريات الخاصه بالقتيل أو القاتل وبمَن حولهم؟. - قرأت بعضُها فلم يكن لدي مُتسع مِن الوقت لقرائتها كلها. - مذكور فى التحريات، عن السيدة "أميرة" مُديرة منزل القتيل، إنها قابلت شخص إسمه "عبد الكريم الدفراوي".. -وهو صاحب شركة أمن-، أكثر مِن مرة في أكثر من مطعم و... فقاطعة "إيهاب" قائلاً بطريق هستيرية: - أُعذرني يا سيدي على المُقاطعه، ولكني أعتقد بأني على عِلم بهذا الشخص. فيترك مابيده ويقترب بوجهه مِنه قائلاً: - كيف ذلك؟.